fbpx

المدونة

7 من أقوال العلماء عن فضل اللغة العربية

 

   من المعلوم أن الله عز وجل قد خلد اللغة العربية وشرًفها؛ حيث أنزل بها كتابه، وجعلها لسان رسوله صلي الله عليه وسلم، فأنزل القرآن بلسان عربي مبين، وبعث محمداً صلي الله عليه وسلم أفصح العرب أجمعين، وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين، فللغة العربية فضائل منها

     معرفة اللغة العربية مهمة لفهم الكتاب والسنة، وفهم الكتاب والسنة هو عدة الأمة وأساس حضارتها، ومقصد وجودها الأعظم،  فلا بدّ لها من معرفة-  ما يتوصل بها إلي  ذلك المقصد من اللغة العربية، من نحوها وصرفها وبلاغتها وآدابها.

 

  • قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (.. فإن الله تعالي لما أنزل كتابه باللسان العربي، وجعل رسوله مبلغاً عنه للكتاب والحكمة بلسانه العربي، وجعل السابقين إلي هذا الدين متكلّمين به، لم يكن سبيل إلي ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط اللسان، وصارت معرفته من الدين، وصار اعتبار التكلم به أسهل علي أهل الدين في معرفة دين الله، وأقرب الي شعائر الدين، وأقرب إلي مشابهتهم للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار…).

 

  • وقال في موضع آخر: “… فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجبٌ، فإن فهم الكتاب والسنة فرضُ، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ثم منها ما هو واجب علي الأعيان، ومنها ما هو واجب علي الكفاية. وهذا ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عيسي بن يونس عن ثور، عن عمر بن زيد، قال: كتب عمر إلي أبي موسي رضي الله عنه: ” أما بعد، فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن، فإنه عربي “.

 وفي حديث آخر عن عمر رضي الله عنه قال: ” تعلموا العربية فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم “.

وهذا ما أمر به عمر رضي الله عنه في فقة العربية، وفقة الشريعة، يجمع ما يحتاج إليه، لأنّ الدين فيه أقوال وأعمال. ففقه العربية هو الطريق لي فقه أقواله، وفقه هو فقه أعماله”.

 

  • وقال الشاطبي رحمه الله : ” العلوم المضافة إلي القرآن تنقسم إلي أقسام: قسم هو كالأداة لفهمه واستخراج ما فيه من الفوائد، والمعين علي معرفة مراد الله تعالي منه كعلوم اللغة العربية التي لا بدّ منها، وعلم القراءات، والناسخ والمنسوخ، وقواعد أصول الفقه، وما أشبه ذلك، فهذا لا نظر فيه هنا. ولكن قد يدعي فيما ليس بوسيلة إلي فهم القرآن وأنّه مطلوب كطلب ما هو وسيلة بالحقيقة، فإنّ علم العربية أو علم الناسخ والمنسوخ، وعلم الأسباب وعلم المكي والمدني، وعلم القراءات، وعلم أصول الفقه معلوم عند جميع العلماء أنها معينة علي فهم القرآن… “

 

  • وقال ابن خلدون رحمه الله: ” الفصل السادس والثلاثون من علوم اللسان، أركانه أربعة، وهي: اللغة، والنحو، والبيان، والأدب، ومعرفتها ضرورية علي أهل الشريعة؛ إذ ماخذ الأحكام الشرعية كلها من الكتاب والسنة، وهي بلغة العرب، ونقلتها من الصحابة والتابعين عرب، وشرح مشكلاتها من لغاتهم، فلا بدّ من معرفة العلوم المتعلقة بهذا اللسان لمن أراد علم الشريعة” .

مما تقدم تتضح أهمية اللغة العربية وآدابها للأمة وأثرها الفعال في فهمها  للكتاب والسنة وتراث العلماء .

   معرفة المسلم للغة العربية ولآدابها من أعظم الأسباب التي تحصنه من الانحراف عن فهم مدارك الشريعة، ومن الوقوع في البدع والزلات .

 

  • قال بكر أبو زيد رحمه الله: “… اللغة العربية هي الذريعة إلي مدارك الشريعة، فلا وصول كاملاً إلي الإسلام إلا بمعرفة لغته التي بها نزل القرآن، ودونت السنة، وسطرت دواوين الإسلام كافة…”

 

  • وقال ابن جني في كتابه الخصائص: ” باب فيما يؤمنه علم اللغة العربية من الاعتقادات الدينية: أعلم أنّ هذا الباب من أشرف أبواب هذا الكتاب، وأنّ الانتفاع به ليس الي غاية ولا وراء نهاية، وذلك أنّ أكثر من ضل من أهل الشريعة عن القصد فيها وحاد عن الطريقة المثلي فيها فإنما استهواه واستخف حلمه ضعفه في هذه اللغة الكريمة الشريفة التي خوطب بها الكافة”.

ومما يدلّ علي أنّ الجهل بمدلولات اللغة العربية من أسباب الانحراف والوقوع في البدع أيضاً أن شبهة بعض الفرق المبتدعة المنحرفة عن الطريق السوي التي قامت عليها سببها الجهل باللغة العربية ومدلولاتها. ومن ذلك ” أنّ المرجئة قم نجم خطؤهم من الجهل باصطلاحات اللغة العربية، فزعموا أنّ الإيمان لغة هو التصديق، والتصديق إنّما يكون بالقلب واللسان، أو القلب فقط، فاللأعمال عندهم حسب هذا الفهم المنحرف ليست من الإيمان”.

    معلوم أن المؤلفات العلمية النافعة التي هي مصادرالحضارة الإسلامية مما خلفه سلف هذه الأمة من تفسير وحديث وفقه وأصول وعقيدة، لا يستطيع المسلم أن يفيد منها إلا إذا كان علي معرفة باللغة العربية التي كتبت بها تلك المؤلفات.

و بهذا يظهر أهمية اللغة العربية وآدابها للمسلم سواء كان عربياً أو أعجمياً .

   معرفة المسلم  باللغة العربية وآدابها تكسبه مقدرة علي إيصال ما يريد بأسلوب جذّاب يستميل القلوب، ويشنف المسامع.

وفي الحديث : “إنَّ من البيان لسحراً”.

 

  • قال السعدي رحمه الله: “فاللغة العربية تقيم اللسان، وتهدي إلي أوضح العبارات وحسن البيان، وتستعين بها علي فهم كلام الله وكلام رسوله، وتكون آلة لك في كلّ علم وعمل تسلكه”.

 

[/vc_column_text][/vc_column]

[/vc_row]