المدونة
الإشارات النبوية؛ في فضل اللغة العربية.(1)
- أكتوبر 1, 2020
- Posted by: sohaib
- Category: فضل اللغة العربية
في بيان الكلام شرطه النيّة، ولا يعد كلامًا ما يقوله النائم والساهي، وأن تعلُّم العربية يجب أن تُصحح فيه النية بالتقرب إلى الله.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنية، وإنما لامريء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه). رواه الشيخان واللفظ لمسلم[1].
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اليمين على نية المستحلف). رواه مسلم”[2]“.
في التحذير من أن يتعلم المسلم الكلام ليزوِّر به الحقيقة ويخدع بها الناس.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تعلم صرف الكلام ليسبي به قلوب الرجال – أو الناس – لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا). رواه أبو داود والبيهقي”[3]“.
في بيان من معجزات النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم المعجزة اللغوية في اللغة العربية
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بُعثت بجوامع الكلم، ونُصرت بالرعب، وبينا أنا نائم أُتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوُضعت في يدي). قال أبو عبد الله: “وبلغني أن جوامع الكلم: أن الله يجمع الأمور الكثيرة، التي كانت تُكتب في الكتب قبله، في الأمر الواحد، والأمرين، أو نحو ذلك). رواه الشيخان”[4]“.
وفي رواية عن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه! قال:
(خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا كالمودع، فقال: أنا محمد النبي الأُمي قاله ثلاث مرات. ولا نبي بعدي، أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه)”[5]“.
وخرج أبو يعلى من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني أوتيت جوامع الكلم وخواتمه، واختصر لي اختصارًا)”[6]“.
في بيان أن الفصاحة لا تتوقف على اختيار الكلمة وتركيب الكلام فقط بل على حسن الأداء أيضًا
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسرد الكلام كسردكم هذا، كان كلامه فصلًا بينًا، يحفظه كل من سمعه). رواه النسائي”[7]“.
وفي رواية: عن عروة بن الزبير قال: (جلس رجل بفناء حجرة عائشة، فجعل يتحدث، قال: فقالت عائشة: “لولا أني كنت أسبح لقلت له ما كان رسول الله يسرد الحديث كسردكم، إنما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلًا، تفهمه القلوب)”[8]“.
في بيان التنبيه النبوي الكريم على الفروق الدلالية بين الألفاظ
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يقولن أحدكم: زرعت، وكن ليقل: حرثت، قال أبو هريرة: ألم تسمع إلى قول الله تبارك وتعالى: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ (63) ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)}). رواه ابن حبان والطبراني وأبو نعيم والبيهقي”[9]“.
وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقولن أحدكم الكرم فإن الكرم الرجل المسلم ولكن قولوا حدائق الأعناب). رواه أبو داود والنسائي والبيهقي”[10]“.
في بيان التنبيه النبوي العظيم على الخطأ اللغوي
عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان). رواه ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي”[11]“.
وعند الحاكم: (عن قُتيلة بنت صيفي، امرأة من جهينة قالت: إن حبرًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنكم تشركون. تقولن ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قولوا ما شاء الله ثم شئت وقولوا ورب الكعبة” هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه)”[12]“.
في بيان أن الجاهل بالعربية يستحق التنبيه بلطف وأنه يعلم الصواب إن كان جاهلًا
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: “سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا قرأ فلحن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرشدوا أخاكم).
قال الحاكم: “صحيح الإسناد ولم يُخرجاه” وقال الذهبي في تلخيصه: صحيح”[13]“.
في جواز تعزير المخطيء في اللغة من ولي الأمر، ويبدأ من التوبيخ وإغلاظ القول له
عن عدي بن حاتم رضي الله عنه (أن رجلًا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من يطع الله ورسوله، فقد رشد، ومن يعصهما، فقد غوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله). رواه مسلم”[14]“.
وفي رواية الشافعي وأبي داود: (اسكت، فبئس الخطيب أنت)”[15]“.
وفي رواية أخرى لأبي داود: قال: (قم – أو اذهب – بئس الخطيب أنت)”[16]“.
في ذم البيان ومدح العِي
عن أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الحياء والعي شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق).
رواه أحمد والترمذي والحاكم (وعلق الذهبي بصحيح) والبيهقي”[17]“.
في مدح البيان وأثره العظيم على نفس السامع
عن واصل بن حيان فال: (قال أبو وائل: خطبنا عمار، فأوجز وأبلغ، فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزت، فلو كنت تنفست، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته، مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة، واقصروا الخطبة، وإن من البيان سحرًا). رواه مسلم”[18]“
فصل الإيجاز في الكلام وأنه خير من الإطالة
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: “قال يومًا – وقام رجل فأكثر القول -: لو قصد في قوله لكان خيرًا له، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لقد رأيت – أو أُمِرت – أن أتجوز في القول، فإن الجواز هو خير). رواه أبو داود والبيهقي “[19]“.
في بيان جواز تكرار الكلام في مقام التعليم والتفهيم
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه كان إذا تكلم أعادها ثلاثًا حتى تُفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم، سلم عليهم ثلاثًا). رواه البخاري”[20]“.
في بيان النهي عن التشدق والتكلف في الكلام
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (شرار أُمتى الثرثارون، المُشدقون، والمتفيهقون، وخيار أُمتي أحاسنهم أخلاقًا). رواه البخاري في الأدب المفرد”[21]“.
وعند ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وابن حبان عن أبي ثعلبة الخُشني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أحبكم إليَّ، وأقربكم مني في الآخرة محاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني في الآخرة مساوئكم أخلاقًا، الثرثارون، المتفيهقون المتشدقون)”[22]“.
في بيان ذم هيئة التصنع في أداء الكلام
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه! قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عزوجل يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها). رواه ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والطبراني”[23]“.
في بيان أن الكلام يكون عند الحاجة، ولا بأس بالتشدق إن صاحبه احتياط واحتراز
وفي حديث هند بن أبي هالة رضي الله عنه (قلت: صف لي منطقه. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، لا يتكلم في غير حاجة، طويل الصمت يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم، فصل لا فضول ولا تقصير). رواه الترمذي وأبو نعيم، والبيهقي، والهيثمي”[24]“.
في بيان تحريم الشعر
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يمتليء جوف الرجل قُيحًا يريه خير من أن يمتليء شعرًا). رواه الشيخان، واللفظ لمسلم”[25]“.
وفي رواية أخرى لمسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال(بينا نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج إذ عرض شاعر ينشد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :خذوا الشيطان أو أمسكوا الشيطان لأن يمتلىء جوف رجل قيحاً خيرٌ له من أن يمتلىء شعراً ).[26]
في بيان مدح الشعر
عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن من الشعر حكمة). رواه البخاري[27].
وفي رواية، عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من الشعر حُكمًا)[28].
وفي رواية: عن ابن عباس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من الشعر حِكمًا)[29].
في بيان الاستماع إلى طوال قصائد الشعر الجاهلي واستحسان معانيه
عن عمرو بن الشريد، عن أبيه رضي الله عنه قال: ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال: (هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء؟” قلت: نعم، قال: “هيه” فأنشدته بيتًا، فقال: “هيه” ثم أنشدته بيتًا، فقال: “هيه” حتى أنشدته مائة بيت). رواه مسلم[30].
في بيان منع إنشاد الشعر في المسجد
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أنه قال: (نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُستقاد في المسجد، وأن تُنشد فيه الأشعار، وأن تُقام فيه الحدود). رواه أبو داود والبيهقي[31].
وفي رواية عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تُنشد فيه الأشعار، وأن تُنشد فيه الضالة، وعن الحِلٌ يوم الجمعة، قبل الصلاة)[32].
في جواز الاستماع إلى الشعر في المسجد
عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: (مرعمر في المسجد وحسان يُنشد فقال: كنت أُنشد فيه، وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك بالله، أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أجب عني، اللهم أيده بروح القدس؟” قال: نعم). رواه البخاري[33].
وفي رواية عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان بن ثابت منبرًا في المسجد، فيقوم عليه يهجو من قال في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن روح القدس مع حسان ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)[34].
في بيان أن الشعر نوعان: حسن وقبيح
عن عبيد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشعر بمنزلة الكلام، فحسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام). رواه البخاري في الأدب المفرد والطبراني[35].
النهي عن السجع، وهو الكلام المقفى
عن عائشة أنها قالت للسائب: (إياك والسجع فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا لا يسجعون). رواه أبو يعلي[36].
وعن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه رضي الله عنه قال: (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم بعض القوم بكلام فيه شبه الرجز، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قم يا سلمة)[37].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه “لما قضى رسول الله في امرأة قُتلت وما في بطنها فاعترض حمل بن النابغة الهذلي وقال: يا رسول الله، كيف يغرم من لا شرب ولا أكل، ونطق ولا استهل، فمثل ذلك باطل!، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما هذا من إخوان الكهان من أجل سجعه الذي سجع). رواه الشيخان واللفظ لمسلم[38].
وفي رواية أخرى لمسلم: (أسجع كسجع الأعراب)[39].
[1] “الجامع المسند الصحيح”: (1)، (6689) (6953)، “المسند الصحيح”: (155 – (1907).
يتفق جمهور النحاة مع الأصوليين في القاعدة الأصولية (الأمور بمقاصدها) التي أصلها: قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات)؛ فاعتبروا القصد في الكلام، فأخرجوا كلام النائم والساهي، وما صدر خطأ بغير إرادة، وما كان طبعًا لا وضعًا. انظر “شرح التسهيل” لابن مالك: 1/ 6.
وقال السيوطي (911هـ): “تجري قاعدة الأمور بمقاصدها في علم العربية أيضًا فأول ما اعتبروا ذلك في الكلام فقال سيبويه، والجمهور باشتراط القصد فيه فلا يُسمى كلامًا ما نطق به النائم والساهي وما تحكيه الحيوانات المعلمة وخالف بعضهم فلم يشترطه وسمى كل ذلك كلامًا واختاره أبو حيان”. “الأشباه والنظائر”: 1/ 49.
[2] “المسند الصحيح المختصر”: (21 – (1653).
“إذا كان المستحلف ظالمًا، فالنية فيه الذي استحلف”
وما نقصده بالإيراد هنا هو اعتبار وجود النية في الكلام.
[3] “سنن أبي داود”: 7/ 354، وعنه روى البيهقي في “الآداب”: 131، “شُعب الإيمان”: 7/ 44.
(صرفًا): التوبة أو النافلة، ولا (عدلًا): الفدية أو الفريضة.
قال الحسين المظهري (727هـ) “أي: من تعلم الفصاحة وأنواع البلاغة من الشعر وغيره من العلوم، لا لله، بل “ليسبي به”؛ أي: ليجعل قلوب الناس إليه مائلة ومريدة له”. “انظر: “المفاتيح”: 5/ 168
[4] “الجامع المسند الصحيح”: (7013)، “المسند الصحيح”: (5- (523).
[5] “مسند أحمد”: (6606)، وانظر الحديث في “مصنف ابن أبي شيبة”: 1/ 262، “السنن الكبرى”: (4280)، “صحيح ابن حبان”: (6363)، “شُعب الإيمان”: (137).
[6] “المقصد العلي في زوائد أبي يعلي الموصلي”: 1/ 60.
جاء في “المثل السائر”: 1/ 78 “فالكلم: جمع كلمة، والجوامع: جمع جامعة، والجامعة: اسم فاعلة من جمعت فهي جامعة، كما يقال في المذكر: “جامع”. والمراد بذلك أنه صلى الله عليه وسلم أوتي الكلم الجوامع للمعان”. أي: إن ألفاظه صلوات الله عليه جامعة للمعاني على إيجازها واختصارها.
[7] “السنن الكبري”: (10173)، وانظر: “مسند البزار”: (155)، “السنن الكبرى”: (5823) 322.
جاء في “لسان العرب” (سرد): وفلان يسرد الحديث سردًا إذا كان جيد السياق له. وفي صفة كلامه، صلى الله عليه وسلم: لم يكن يسرد الحديث سردًا أي: يتابعه ويستعجل فيه”.
وفي “العمدة” لابن رشيق 1/ 247: “قال عبد الله بن محمد بن جميل المعروف بالباحث: البلاغة الفهم والإفهام، وكشف المعاني بالكلام، ومعرفة الإعراب، والتساع في اللفظ، والسداد في النظم، والمعرفة بالقصد، والبيان في الأداء وصواب الإشارة، وإيضاح الدلالة، والمعرفة بالقول، والاكتفاء بالاختصار عن الإكثار، وإمضاء العزم على حكومة الاختيار”.
وحسن الأداء مما اتفقت عليه البلاغة العالمية في البلاغة فجاء في كتاب “مرزبان نامة” ص 16: “حسن الأداء هو المرتبة الأولى، وحسن الإصغاء هو الدرجة الثانية”.
[8] “مسند أبي يعلي”: (4393).
[9] “صحيح ان حبان”: 3/ 247، “المعجم الأوسط”: (8024)، “حلية الأولياء”: 8/ 268، “السنن الكبرى”: 6/ 138، وانظر “مجمع الزوائد”: (6593).
[10] “السنن”: (49976)، “السنن الكبرى”: (11580)، “الآداب”: (320)، وهو في الصحيحين من غير ذكر (حدائق الأعناب).
قال الخطابي (388هـ) في “معالم السنن” 4/ 130: “إنما نهاهم عليه السلام عن تسمية هذه الشجرة كرمًأ؛ لأن هذا الإسم مشتق عندهم من الكرم، والعرب تقول رجل كرم بمعنى كريم وقوم كرم أي: كِرام… فأشفق صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم حُسن أسمائها إلى شرب الخمر المتخذة من ثمرها فسلبها هذا الإسم وجعله صفة للمسلم الذي يتوقى شربها ويمنع نفسه الشهوة فيها عزة وتكرمًأ“.
[11] “المصنف”: (26690)، “المسند”: (23265)، “سنن أبي داود”: (4980)، “السنن الكبرى”: (10755). وانظر “مسند أبي يعلي”: (4655)، “نوادر الأصول”: (1495).
[12] المستدرك على الصحيحين: (7815).
قال الخطابي (388هـ): “وذلك أن (الواو) حرف الجمع والتشريك و(ثم) حرف النسق بشرط التراخي فأرشدهم إلى الأدب في تقديم مشيئة الله سبحانه على مشيئة من سواه”. “معالم السنن”: 4/ 132. قال العلائي (761هـ): “قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي صححه الحاكم (لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان) فهذا يدل على أن الواو للجمع لا للترتيب”. “الفصول المفيدة في الواو المزيدة”: 83.
[13] “المستدرك”: (3643)، وانفرد الألباني بقوله: ضعيف. “السلسلة الضعيفة”: 2/ 315.
تنبيه:
أكثر كتب اللغة والنحو تزيد على الرواية في كتب الحديث (فإنه قد ضل) انظر “الخصائص”: 2/ 8، “المزهر”: 2/ 396، “الاقتراح”: 112، “البُلغة في أصول اللغة”: 148
[14] “المسند الصحيح”: (48 – (870).
[15] “مسند الشافعي”: 67، “سنن أبي داود”: (1119).
[16] “سنن أبي داود” (1101).
قال الإمام الجويني (478هـ) رحمه الله عن مراتب العقاب: “ثم قال الأئمة بعد ذلك: ليس للإمام أن يبتدر الضرب بل نرعى في ترتيب التأديب من التدرج والاكتفاء بأقل المراتب ما يرعاه الدافع في الاقتصار على حاجة [الدفع]، حتى إن علم أن التوبيخ بالكلام كاف، اكتفي به، وإن لم يره ناجعًا ترقى إلى [التعنيف] فيه، ثم يرقى من هذه المرتبة إلى ما يرى من حبس، أو دفع في الصدر، أو ما جرى هذا المجرى، ثم هكذا إلى أن ينتهي رأي”. “نهاية المطلب في دراية المذهب”: 17/ 362.
[17] “المسند”: (22312)، “سنن لترمذي”: (2027)، “المستدرك على الصحيحين”: (17)، “شُعب الإيمان”: (7307).
قال الجاحظ (255هـ): “وقد زعمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “شعبتان من شعب النفاق: البذاء، والبيان وشعبتان من شعب الإيمان: الحياء، والعي”، ونحن نعوذ بالله أن يكون القرآن يحث على البيان ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحث على العي، ونعوذ بالله أن يجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين البذاء والبيان.
وإنما وقع النهي على كل شيء جاوز المقدار، ووقع اسم العي على كل شيء قصرعن المقدار. فالعي مذموم، والخطل مذموم، ودين الله تبارك وتعالى بين المقصر والغالي”. “البيان التبيين”: 1/ 202.
وقال المظهري (727هـ): “(العي): التحير والاحتباس في الكلام، وأراد بالعي هنا: السكوت عما فيه إثم من الكلام والشعر، و(البذاء) خلاف الحياء. و(البيان): الفصاحة، أراد بالبيان هنا: ما فيه إثم من الفصاحة، كهجو أحد أو مدحه بما لا يليق بالبشر”. “المفاتيح في شرح المصابيح”: 5/ 166.
[18] “المسند الصحيح”: (47 – 869). ومعنى (تنفست): أطلت. ومعنى (مئنة): علامة.
الحديث متنازع في فهمه هل هو مدح البيان أم في ذمه؟ والصحيح عند النووي أنه في المدح، قال: “قال القاضي فيه تأويلان أحدهما: أنه ذم؛ لأنه إمالة القلوب وصرفها بمقاطع الكلام إليه حتى يكسب من الإثم به كما يكسب بالسحر وأدخله مالك في الموطأ في باب ما يكره من الكلام وهو مذهبه في تأويل الحديث، والثاني أنه مدح لأن الله تعالى امتن على عباده بتعليمهم البيان وشبهه بالسحر لميل القلوب إليه وأصل السحر الصرف فالبيان يصرف القلوب ويميلها إلى ما تدعو إليه هذا كلام القاضي، وهذا التأويل الثاني هو الصحيح المختار”. “شرح النووي على شرح مسلم”: 6/ 159.
[19] “سنن أبي داود”: (5008)، “الآداب” (313)، وقال الألباني (1420هـ): حسن الإسناد. والحكم بالحسن عند الحافظ أحدم الغُماري (1389هـ) أيضًا في كتبه “المداري”: 5/ 256، وقد أجاد رحمه الله! في بيان صحة إسناده.
قال علي القاري (1014هـ: (فإن الجواز): بفتح الجيم وهو الإقتصار على قدر الكفاية (هو خير): قال الشارح: التجوز في القول والجواز فيه الاقتصار؛ لأنه إسراع وانتقال من التكلم إلى السكوت”. “مرقاة المفاتيح”: 7/ 3021.
[20] “الجامع المسند الصحيح”: (95).
قال ابن بطَّال (449هـ): “وفيه: أن الثلاث غاية ما يقع به البيان والإعذار به”، “شرح ابن بطّال على صحيح البخاري”: 1/ 172.
وقال ابن المنير: “فلا عيب على المستفيد الذي لا يحفظ من مرة إذا استعاد ولا عُذر للمفيد إذا لم يعد بل الإعادة عليه آكد من الابتداء لأن الشروع مُلزم”. “فتح الباري”: 1/ 188.
[21] (1308).
[22] “المصنف”: (25320)، “المسند”: (17743). “سنن الترمذي”عن جابر: (2018)، “صحيح ابن حبان”: (733).
قال القاضي البيضاوي (685هـ) رحمه الله “و(الثرثا): كثير الكلام، والمراد به: من كثر كلامه زورًا ورياء وخروجًا عن الحق، و(المتشدق): المتكلف في الكلام، فيلوي به شدقه وقيل: المستهزيء بالناس الذي يلوي بهم وعليهم شدقه. و (المتفيهق): الذي يتوسع في الكلام، يملأ فاه من التكبر والرعونة: من (الفهق): وهو الامتلاء، يقال: فهق الحوض فهقًا، وأفهقته، إذا ملأته”. “تحفة الأبرار”: 3/ 233.
[23] “المصنف”: (26297)، “المسند”: (2853)، “المعجم الكبير”: (14359).
دلالة الألفاظ: الباقرة: اسم جمع للبقر، قال المناوي (1031): “ووجه الشبه إدارة لسانه حول أسنانه حال كلامه كفعل البقرة حال الأكل”. “التيسير”: 1/ 267.
[24] “الشمائل”: ص 135، وفيه (ويختمه باسم الله)، “دلائل النبوة” لأبي نعيم: (565)، “دلائل النبوة” للبيهقي: 1/ 285، “مجمع الزوائد ومنبع الفوائد”: (14026).
قال القاري (1014هـ): “أي بجوانب فمه جمع شدق بالكسر (أي لسعة فمه) يعني: إنما كان ذلك لاتساع فيه؛ (والعرب تتمادح بهذا) أي: بوسع الفم وعظمته لدلالته على فصاحة صاحبه وبلاغته (وتذم بصغر الفم): الباء زائدة أو سببية أي: تذم الإنسان لصغر فمه، ولا يعارض حديث (أبغضكم إليّ الثرثارون المتشدقون)؛ لأن المراد بهم المتوسعون في الكلام بدون احتياط واحتراز”. شرح الشفا: 1/ 363. وقال الرافعي (1356هـ): “يستعمل جميع فمه للتكلم، لا يقتصر على تحريك الشفتين، وذلك من قوة المنطق والصوت والمعنى، وحضور الذهن واجتماعه”. “تاريخ آداب العرب”: 2/ 191.
[25] “الجامع المسند الصحيح”: (6155)، “المسند الصحيح المختصر”: (2257).
وجوف الإنسان: بطنه، “الصحاح”: (جوف).
وقيل: “الجوف كله وما فيه من القلب وغيره، أو المراد القلب خاصة”. “إرشاد الشاري لشرح صحيح البخاري”: 9/ 95.
ومعنى (يريه) من الورى: يأكله، وقيل: حتى يصيب رئته، غير أنه سهلت همزته.
[26]– “الجامع المسند” : (9-(2259) . والعرج : قرية علي نحو ثمانية وسبعين ميلاً من المدينة.
[27] “الجامع المسند الصحيح”: (6145).
[28] مسند أبي داود”: (558)، وفي “المصنف”: (26007). و”المسند”: (2473) عن ابن عباس عن النبي بالمتن نفسه.
[29] “الأدب” لابن أبي شيبة: (355)، وعن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم (356)، “سنن ابن ماجة”: (3755)، “سنن الترمذي”: (2845).
وبأدلة جوازه أخذ الناس، فكثر فيه التآليف والرواية والحفظ. قال أبو زيد القرشي (170هـ): “ولم يزل النبي صلى الله عليه وسلم، يعجبه الشعر، ويمدح به، فيثيب عليه، ويقول: هو ديوان العرب، وفي مصداق ذلك ما حدثنا به سنيد بن محمد الأزدي عن ابن الأعرابي عن مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحرًا)”. “جمهرة أشعار العرب”: 34.
وقال ابن عبد البر (463هـ): “والشعر كلام منظوم حسنه حسن وقبحه قبيح، ومنه حكمة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن من الشعر لحكم”. “الكافي في فقه أهل المدينة”: 2/ 896.
[30] “المسند الصحيح”: (1 – (2255). وانظر “الأدب المفرد”: (799).
أمية بن عبد الله أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عوف الثقفي شاعر جاهلي حكيم من أهل الطائف قال النووي: “كان امية يتعبد في الجاهلية، ويؤمن بالبعث، وينشد في أبياته الشعر المليح، وأدرك الإسلام ولم يُسلم”. “تهذيب الأسماء واللغات”: 1/ 126.
ومعنى “هيه” ويروى “إيه”: زد.
[31] “سنن أبي داود”: (4490): “السنن الصغير”: (3237).
معنى (يُستقاد): يُطلب القود أي القصاص.
[32] “مسند أحمد”: (6677).
[33] “الجامع المسند الصحيح”: (3212).
[34] “سنن أبي داود”: (5015). ومعنى نافح: دافع وكافح وخاصم.
[35] (865)، “المعجم الأوسط”: (7696)، وقال الهيثمي: إسناده حسن. انظر: “مجمع الزوائد ومنبع الفوائد”: 8/ 122.
[36] “المسند”: (4475).
[37] “المطالب العالية”: 2724، وقال: إسناد حسن.
[38] “الجامع المسند الصحيح”: (5758)، “المسند الصحيح المختصر”: (36 – (1681).
[39] “المسند الصحيح”: (37 – (1682).